الخميس، 5 ديسمبر 2013

10 - قبس من الحكمة الببرية


قبس من الحكمة الببرية أي قبس من الحكمة الببرية .. هل تتوقع شرحاً إضافياَ ؟!



كان (لوسيفر) يزفر في حرقة و هو ينظر لموقع في أصابع قدمه بدون خاتم مما أصابه ببعض الضيق ، فنحن نعلم أن (لوسيفر) مولع بارتداء الخواتم غريبة الشكل في كل أصبع يملكه ، و نظراً لامتلاء فراغات جميع أصابع يده  بالخواتم فلم يعد أمامه سوى أصابع قدمه التي امتلئت بالفعل فيما عدى موقع واحد ربما قد سقط الخاتم منه أو نسي ارتداؤه ..
فقال في فتور و هو لم يشح نظره من أصبع قدمه العاري من أي خاتم

" و لعمري لن أستطيع مواصلة اللعبة و كأنك قد خرجت تواً من نزال في الملاكمة أيها الفاني "

فأجابه (علاء) ساخراً
" لأول مرة أثتثعر ثتق كلمة (الفاني) ، لكن أخبرني بحل مفيت بتلاً مـ .... "

قاطعه (لوسيفر) بحزم
" صه أيها الفاني .. و استمع لهذه الكلمات "

و قبل أن يتفوه (علاء) ببنت شفة قام (لوسيفر) بدس قرصين من النيتروجليسرين تحت لسانه و هو يقول في حكمة تتجلى من نبرته الببرية
" لكل مرض دواء أيها الفانون .. الساخطون .. الساخرون .. فمن يمتلك الحقيقة ليس كمن يمتلك نصفها أو ربعها و حاله أفضل ممن لا يمتلك شيئاً أيها المساكين .. ليس كل مفترق يصلح كي يكون طريقاً و ليس كل هدف يمكننا إدراكه و السعي إليه .. هنا ستكون معلم نفسك و ستدرك المشكلة و ستشعر بالخجل من تلقاء نفسك .. مسكين .. كتلميذ نجيب و محبوب لدى زملائه و لكنه منزعج بسبب إصابة والده بوعكة صحية ، كل حلم يظل حلماً إذا لم ..... "

كلام بليغ فعلاً و هدفه واضح لكل من حمل عقلاً واعياً و قلباً نقياً ، المشكلة أنه يخيل للبعض أنه بلا مضمون قوي أو بمعنى أدق كلام فارغ  .. أنت لست من العامة بالطبع و بالتأكيد تحمل كم من الخبرات يجعلك تتدبر في هذه الكلمات و غيرها ، و الأهم أنك بالتأكيد ستعلم السر في دس قرصين النيتروجليسرين لـ(علاء) بالذات قبيل قول (لوسيفر) لهذه الكلمات ، فـ(لوسيفر) لا يريد أن يتوقف قلب (علاء) - الذي عانى كثيراً من هذه الأحداث - بهذه السرعة .. أما دكتور (رفعت) ففي بعض اللحظات تشعر أنه أعتاد على هذا الأمر ، أمر تناول النيتروجليسرين بمفرده بالطبع !

* * *

يمكنك توقع كل شيء في فانتازيا ، و لو كنت تظن أن آثار العراك البارزة في وجه (علاء) ستكون عائقاً ، فأعتبرها كأن لم تكن ..

* * *

بعد أن عم الهدوء الغرفة ...

كان (علاء) ينظر بعين واحدة للتمثال الرخامي و يغلق الأخرى في ملل ، ثم يفتحهما معاً على مصرعيهما كأن أصابه الذهول أو الرعب أو السحر أو المس في أسوأ الظروف .. تحسس شعره و ذقنه و وجهه المنمقين قبل أن يصيح في ضيق في وجه التمثال
" سله لمَ لم يبدأ اللعبة بعد و يريحنا من كل هذا الهراء ؟ سله يا د.(رفعت) طالما أنك الوحيد محتكر حق الاستنتاج و ربما الأسئلة في الأحداث ؟! "


أوووووووووه

لكزه (رفعت) في كليته من الغيظ قائلاً
" الأفضل أن تنظر لي و أنت تحدثني ، بدلاً من القيام بهذه الطقوس بعينيك أمام التمثال و كأنك أحد كهنة الفودو "


 
.... يتبع

ليست هناك تعليقات: