السبت، 28 سبتمبر 2013

أسطورة ميدوسا





هذه المدونة ليس الهدف منها تسليط الضوء على العوالم الروائية بمنظور مختلف و حسب ، بل و إلقاؤه على هذه العوالم .. و سأتناول هذه الفترة تسليط الضوء على الجزء الفانتازي أو الغرائبي أو الخيالي ، فالأدب االفانتازي لم يتناول بكثافة في عالمنا العربي ، لكن هذا موضوع آخر سأتحدث عنه ..

و ستكون هذه المواضيع غير مرتبطة بعدد و ستكون خلال أيام الأسبوع ما عدا يوم الخميس الذي ستصدر فيه إحدى الحلقات الروائية ..

* * *

"ميدوســا"

من فينا لم يقرأ لدكتور أحمد و يجهلها ؟!
فهي الرواية رقم 6 من سلسلة ما وراء الطبيعة و التي تححمل اسم " أسطورة رأس ميدوسا "

و ميدوسا هي إحدى الأساطير
الإغريقية أو اليونانية التي لاتخبرنا بشيء سوى بعقوبة آلهة اليونان .. فمعظم الأساطير هي عبارة عقوبة أبدية ضد شخص ما ! ..

 أسطورة ميدوسا لم تخرج عن هذه القاعدة ..
ميدوسا هي ابنة إله المخاطر ( فورسيس ) و ( سيتو ) آلهة البحر ..
و هي واحدة من ثلاث شقيقات عرفن باسم ( غورغن ) أو ( غورغيس ) و غورغن تعني الشئ المروع أو المرعب في القاموس اليوناني ..
الاسماء الثلاثة للشقيقات هن سيئنو , ايرلن و بالطبع ميدوسا ..
ميدوسا تلك الفتاة الجميلة كان خطؤها الوحيد إنها مارست الحب مع بوسيدون إله البحر و العواصف البحرية في معبد أثينا التي كانت إحدى كهنتها ، مما جعلت الأستاذة أثينا شخصياً تشتاط غضباً و تقسم برأس أبيها أنها ستسخطها لأبشع مخلوق على وجه الأرض ..

كان هذا مصير ميدوسا كما تقول الأسطورة ، فتحولت إلى إمرأة بشعة الهيئة و تحول شعرها إلى ثعابين و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل كان كل من ينظر إلى عينيها يتحول إلى صنم على الفور !

 

استطاع بيرسيوس و الذي يعد بطل إغريقي من القضاء عليها في النهاية.. و انظر أخي المؤمن ، فأثينا هانم لم تقتل ميدوسا من البداية ، بل ساعدت بيرسيوس في القضاء عليها ، فقد أهدته درعاً كان بمثابة سطر النهاية في الأسطورة !!

و لكي يقضي بيرسيوس عليها كان يجب عليه الحصول على أربع إضافات و هي :
1- سيف قوي كافي لفصل رأسها من أول ضربة
2-خوذة هادس التي تجعله يختفي عن أعين ميدوسا
3-حذاء هرمس الذي يمكنه من الطيران
4-الحقيبة التي يحمل فيها رأسها بحيث تخفي عينيها عنه حتى لا تؤذه سواء هو أو غيره

رأى بيرسيوس انعكاس وجه ميدوسا على الدرع الذي أهدته إليه أثينا ، و لم تستطع ميدوسا رؤية بيرسيوس بفضل خوذة هيرمس مما مكنه من القضاء عليها ..

أهدى بيرسيوس رأس ميدوسا لأثينا التي وضعته على درعها الذي يدعى " أجيس"
"
Aegis"


في النهاية هناك محبين لميدوسا و يرونها ظاهرة أنثوية استطاعت التمرد أمام التسلط الذكوري ، و هؤلاء يرون
أنها اغتصبت من بوسيدون ، كما أنها هي من طلبت أن تٌعاقب من الآلهة لأنها كرهت نفسها و العالم و الرجال منهم بالأخص .. فتحولت إلى ميدوسا التي نعرفها ..
و يرون أن الرجال لم يتركوها و شأنها ، فكلف أحد الملوك بيرسيوس بالقضاء عليها .. بيرسيوس الذي يرون أن بطولته صنعتها الأسطورة فقط ..
فأين البطولة في من يحارب متخفياً طائراً محمياً بدرع لامع ، أي أنه كان محمياً تماماً من ميدوسا التي لم تره من الأساس .. فالمسألة ليست بهذه الصعوبة ..

ليست هناك تعليقات: