الخميس، 21 نوفمبر 2013

8 - أسطورة الصوت الببري


ما هو صوت الببر ؟
تسأل عن صوت الببر و تترك الببر نفسه ؟! كم أنت غريب الأطوار يا أخي !
كيف لا تعرف الببر و هو حيوان لبون لاحم ضخم من فصيلة السنوريّات وهو أكبر أعضاء الفصيلة والأفـ...
دعك من كل ما فات و الذي يمكن تلخيصه في كلمة واحدة من ثلاثة أحرف ..
نمر ..
يمكنك أن تريح عقلك و خيالك و تعتبره حيوان النمر ..
فعلاً هو النمر و من غيره ؟! ..
أما صوت الببر فهو ...
صوت الببر هو صوت النمر مهما حاولت أن تجتهد في محاولة الفصل بين الببر و النمر ..
ربما تتسائل  طالما الهدف و الفكرة المراد إيصالها واحدة في الحالتين ، لمَ يقال صوت الببر بدلاً من صوت النمر ؟
هذا سؤال به أسعد و قلبي له يطرب ناهيك عن أنني لا أعلم الإجابة أصلاً ..



سأله (علاء)
" و السخرية ؟ الغريب أنك غضبت من المقاطعة و الاستنتاج و لم تلق بالاً لسخريتي "


اتكأ (لوسيفر) بمرفقه الأيمن على فخذه مستنداً بذقنه على قبضة يده  قائلاً
" هذا شيء أقبله بالطبع و أرحب به .. فجميعنا نمتلك (رفعت إسماعيل) بداخلنا ..
فقد حباه د.(أحمد خالد) أسلوباً ساخراً مميزاً ، لم يرض د. (رفعت) بأن يستأثره لنفسه فقط فوزعه لكافة شخصيات أعمال د. (أحمد) .. فتجدني مثلاً أتحدث بأسلوب د. (رفعت) الساخر في أغلب الأوقات .. فلو أنك ألبست د.(رفعت) عبائاتي و اكسبته صوتي الببري المميز لصار د. (لوسيفر) .. ليس أنا فقط ، بل د. (كاميليا) على سبيل المثال أو حتى (عزت) يبدو ساخراً في بعض الأوقات ..
فهل معنى هذا أننا شخصيات ساخرة ؟
لا .. هذه إحدى مزايا ما وراء الطبيعة بشكل خاص و التي تجد فيها أن الأسلوب - حبذا الساخر - أكبر من أن يحتكره بطل واحد لنفسه دون أن تشاركه باقي الشخصيات " 


كان (علاء) على وشك أن يقول شيئاً إلا أن (لوسيفر) لم يعطه الفرصه و تابع في نبرة محذرة
" برغم أنني أتقبل السخرية لكني لن أقبل أن يسخر أحد منكما من نبرة صوتي الببرية .. و من كلمة (و لعمري) التي لم أقلها بعد و سوف أكررها كثيراً منذ هذه اللحظة .. و عبارة (بكم أسعد و لكم قلبي يطرب) .. ولا بقرطي الذهبي .. و لا بسلسلتي الذهبية .. ولا بلباسي الأسود الذي لم أغيره منذ رواية أوراق التاروت .. و لا بعيناي السوداوتين النافاذتين ذات النظرات المغناطيسية و التي تحيل نظرات (راسبوتين) لنظرات رضيع .. كما أنني لا أحبذ مطلقاً أن يسخر أحد من نحولي الزائد أو يعلق على طول قامتي .. و لا يذكر أحد منكم أمر ولعي بارتداء خواتم بعدد عواصم العالم ، فهذا يعد من قبيل السخرية التي لن أقبلها و سوف أواجهها بحزم و حسم شديدين .."


ثم أمال ناحية (رفعت) قائلاً
" معلش يا دكترة الكلام ده ليك برضه .. و لعمري دي مسألة مبدأ "


سأله (علاء)
" لكن ما السر ؟ "


أجابه (لوسيفر)
" السر في ماذا ؟ صوت الببر أم عدم السخرية ؟ أم و لعمري ؟ "


أجابه (علاء) ساخراً
" أنك تتسائل كثيراً .. أليس من المفترض أنك تعلم كل شيء ؟ ألست بساحر ؟! "


فأجابه (لوسيفر) غاضباَ
" و لعمري أ.... "


و عندما لم يجد ما يقوله قطع عبارته سريعاً و تابع بنفس النبرة الغاضبة
" ألم أحذرك من عدم التحذلق أيها الفاني ؟! كررها مرة أخرى و صدقني ستندم .. أنا شيطان صحيح لكني لا أقول غير الصدق ! "


لكز (رفعت) (علاء) و أشار لفمه أي يخرس قبل أن يتابع (لوسيفر) بصوته الببري
" و لعمري أعلم ما تود السؤال عنه أيها الفاني .. لكنك في عمل روائي .. لو قمت بكشف كل شيء فستنتهي الأحداث الآن .. أعلم أنك تسأل عن السر في صوت الببر .. إليك إجابتي ..
صوتي الببري إحدى السمات المميزة في و التي أفتخر بها .. كما أني لا أتحدث بصوت الببر إلا في بضع مواضع قلما تحدث ..
فأنا أتحدث بصوت الببر عندما أكون غاضباً كي أبدو غاضباَ ، و عندما أكون حكيماً كي أبدو حكيماً ، و عندما أكون محذراً كي أبدو محذراً ، و عندما أكون متحذلقاً كي أبدو متحذلقاً ، و عندما أتحدث بتشبيهات شاعرية كي أبدو متحدثاً بتشبيهات شاعرية ، و عندما أكون سعيداً كي أبدو سعيداً و عندما ..... "

....... يتبع

ليست هناك تعليقات: