الخميس، 31 يوليو 2014

دراسة:- الفرق بين أدب الخيال العلمي والفانتازي 2






يقول "جورج سارتون" ,,إننا بحاجة إلى بعض المعارف عن الخرافات القديمة،لتكشف لنا انتصار المذهب العقلي على المعتقدات غير العقلية، وخلافاً لذلك فيكون التأريخ ناقصاً‘‘..
وقد أشار "رود سيرلينج" إلى الفرق بين الأدبين في عبارة بليغة، حيث رأى أن الفانتازيا هي تحويل المستحيل إلى شيء محتمل حدوثه.. أما الخيال العلمي، فهو تحويل ما هو غير محتمل حدوثه إلى شيء ممكن حدوثه.
هناك عدة سمات يتميز بها كل من الأدبين، بالنسبة للأدب الفانتازي تدور في إطار أسطوري وفولكلوري، بالإضافة إلى ما أشرنا إليه سابقاً أن الأدب الفانتازي يبني عالماً على أسس غير منطقية تعتمد على خيال الكاتب وحده ومن المستحيل تحقيق أي جزء من هذا العالم في الحقيقة.. أما الخيال العلمي فالكاتب يقوم ببناء عالمه مستعيناً بنظريات أو فرضيات أو حقائق علمية..

تاريخ كلاً من الأدبين الفانتازي والخيال العلمي -من وجهة نظر الكاتب- لم يحددا بدقة، إلا أن هناك من أتفق على أن "ملحمة جايلاميش" هي أولى التجارب الموثقة في الأدب الفانتازي، بينما كانت قصة "رحلات جاليفر" للكاتب "جوناثان سويفت" من أوائل الأعمال الأدبية في مجال الخيال العلمي وكانت في عام 1726م..
 
كما يمكن التفرقة بين الأدبين بالتمعن جيداً في هذه الأدبيات: "ألف ليلة وليلة ومملكة الخواتم وهاري بوتر"، و"من الأرض إلى القمر أو رحلة إلى مركز الأرض أو خمسون ألف فرسخ تحت الماء" للكاتب الفرنسي "جول فيرن".. فالأول هي أمثلة للأدب الفانتازي، أما الروايات الثلاث الأخرى فهي مثال للخيال العلمي عندما نريد التحدث عنه..

وجدير بالذكر أن أدب الخيال العملي، قد تنبأ بمهام واختراعات عظيمة في الأعمال الأدبية، من قبل حدوثها بعشرات السنين.. برغم أن كاتبي هذه الأعمال لا علاقة لهم بالمجال العلمي الأكاديمي.. فعلى سبيل المثال رواية "عشرون ألف فرسخ تحت الماء" كانت تدور عن غواصة من قبل اختراع الغواصات، أما رواية "من الأرض إلى القمر" فقد افترض فيها السفر من الأرض إلى الفضاء عبر طلقة مدفع، بطريقة ليس لها علاقة بالمبادئ الفيزيائية في هذا الوقت.. واتضح صحة رؤيته العلمية بعد عشرات السنين -تقريباً مئة سنة قبل أول رحلة إلى الفضاء-، فالسفر في الفضاء يتم بالطريقة التي ذكرها برغم من كون "جول فيرن" لا علاقة له بالفيزياء..

أعتقد أن هذا ليس كل شيء، مازال في الجعبة المزيد..

ليست هناك تعليقات: