الثلاثاء، 1 يوليو 2014

13- الورقة الأولى


ورقتنا الأولى هنا سماها الخبراء بالورقة التي يمكنك البدأ بها، والتي يعرفها المحترفون بأنها الورقة التي تسبق الورقة الثانية، أما المبتدؤون فيطلقون عليها الورقة التي تسبق الورقة الثالثة بورقة واحدة!


اتجه (لوسيفر) لـ(علاء) و هو ممسكاً بكومة من أوراق اللعب قائلاً
" تناول بطاقة أيها الفاني "

اقترب (علاء) من البطاقات في تردد ثم توقف سائلاً
" بالمناسبة .. لماذا تناديني بالفاني دائماً و تنادي د.(رفعت) بالرجل ؟ .. أهو تحيز شخصي أم ... ؟ "

ظهرت معالم الضيق على وجه (لوسيفر) و هو يقاطعه بصوت الببر المعروف به
" هل أعتبر هذا انسحاباً أيها الفاني ؟ "

***
 
هز (علاء) رأسه في ضيق ثم سحب إحدى البطاقات ..
تراجع د.(لوسيفر) لمقعده ثم كشف الأوراق و التي هي عبارة عن  سبعة أوراق و ثامنها الورقة المختارة و التي كانت بطاقة عرف الديك .. أما السبع البطاقت الأخرى كانت كالتالي:

1- بطاقة تذكرة المترو
2-بطاقة إبراهيم الأبيض

3-بطاقة خمسون قرش عملة معدنية
4-بطاقة ورق العنب المعلب
5-بطاقة السجل المدني
6-بطاقة الإيريال التليفزيوني

7-بطاقة نصف ليمونة متروكة في رف البيض بالثلاجة

 فابتسم بخبث موجهاً كلامه لـ (علاء) و هو يرص البطاقات السبع و اضعاً فوقهم بطاقة عرف الديك

هم (علاء) بقول شيء إلا أن (لوسيفر) أوقفه بيده قائلاً
" يبدو أن القدر يخبأ لك الكثير من المصائب أيها الفاني "

توقف لبرهة ثم تابع بتشفي
" ستهجرك زوجتك بعد أن تخونك ثلاث و خمسون مرة بعد الألف الثامنة وهذا بعد اصابتك في حادث سيجعلك تستقيل من وظيفتك، ليس هذا معناه أنها لم تخنك قبل الحادث .. بل ربما تخونك الآن بينما نحن نتحدث "

ثم أخذ يقهقه وهو يتابع في صعوبة
" نياهاهاهاها و في النهاية سيقوم ابنك (أبراكساس) بالحجر عليك .. نياهاهاهاهاها .. "
 من ؟! (أبراكساس) ؟! هاه ؟!!! .. نهار أسود ! "

تحولت نظرة التشفي إلى ذهول استغله (علاء) قائلاً
" ما جال ببالك صحيح .. أنت لا تقرأ طالعي يا د.(لوسيفر) .. فبطاقتي مازالت في يدي كما هي .. هاهي بطاقة كابتن ماجد .. البطاقة التي وضعتها أنت كانت بطاقتك أنت التي سحبتها أول مرة و التي كانت في يدك من وقتها، وهي بطاقة عرف الديك "


* * * * * *


"هي هي هي هي ها هاه ها ها ها ههههههههههههههههههههههههههههه"

لم يستطعا (رفعت) و (علاء) حجب مشاعرهما فترنحا ضاحكين و قام كل واحد منهم بضرب كفه بكف الآخر وسط ضحكات مجلجلة .. للدرجة التي لم يحتملهما جهازهما العصبي فاستلقيا على ظهرهما من فرط الضحك..

و على الفور قام (لوسيفر) الذي تصلبت عضلات وجهه تماماً و أخذ يحرك نصفه الأيمن بصعوبة بالغة، وقد تجلت هذه المعاناة أثناء قيامه بتناول شريط النيتروجليسرين من أمام (رفعت) بيده اليمنى، (لوسيفر) يجاهد كما لو كان محاطاً بسلكاً شائكاً، المر عسيراً بالفعل، إلا أنه تمكن بمعجزة ما بتناول الشريط ودفع الأقراص تحت لسانه بطريقة تستحق أن تدرس كنموذج للمثابرة والإصرار..

هذه أعراض شلل نصفي أو جلطة، لكننا نعلم أن النيتروجليسرين يصلح في أي وقت ومع أية حالة مرضية فدعك من هذه التفاصيل التي تحفظها عن ظهر قلب..

* * * * * *

قالت عبير في ضيق
" لقد تركته يقول ما يشاء و لم أقاطعه .. و الغريب أنه لم يضف أي جديد في الأحداث ، بل أشعر أنه يسهب في السرد عن عمد و كأن لا توجد لديه حبكة أو فكرة يمكن من خلالها صنع روايته .. إلا لو استثنينا أنه يظن بخياله المريض أنه لو سخر من شخصيات و أجواء ما وراء الطبيعة و سافاري و فانتازيا فهذا يعد فكرة بحد ذاتها .. دعك من أن وصف ما يكتبه بالكتابة الساخرة لجريمة في هذا النوع من الأدب .. ماذا يظن نفسه ؟ أنه لو قبع ألف سنة على هذه الحال فلن ينال سواء هو أو هذه الشخبطة التي يكتبها ولا حتى أفضل عمل يكتبه لواحد من المائة من قامة دكتور أحمد أو أعماله، وهذا لو اعتبرنا أنه يمكنه كتابة شيء جيد من الأصل "



يتبع،،،

ليست هناك تعليقات: