الخميس، 3 أكتوبر 2013

الحلقة الأولى :- لابد من بداية لكي نعي النهاية





(فلسفة متكلفة على طريقة لابد أن نقشر البطيخ لكي نأكل البطيخ)



" ولك أن تتخيل ما بعد هذا (عنوان غير مفهوم كما أنه ليس له علاقة بأحداث الفصل الأول والذي ربما كان إسم (عبير عبد الرحمن) أفضل .. لكنها المباشرة اللعينة .. لا أحد يفضل أن يكون مباشر .. لو كان الأمر بيدي لجعلته بهذا العنوان لكن بما أننا في عوالم د.أحمد خالد توفيق فيجب أن يكون العنوان غير مباشر وعليك وحدك أن تحدد العلاقة بين العنوان وبين الأحداث) "








(عبير) مرة أخرى ..



أو ربما للمرة الأولى لمن لم يقرأ سلسلة فانتازيا ..



(عبير) الحالمة التي لا تملك أي من مقاييس الجمال سوى عقلها النهم للقراءة .. مما جعلها أداة مناسبة لاختراع (شريف) - آلة الأحلام - والتي تقوم من خلال ما قرأته وعايشته من قصص وروايات باختلاق واقعاً افتراضياً يجمعها مع ما قرأته ..

هنا نأتي للمفارقة .. (عبير) تبدو ساذجة إلى حد ما .. ولا أعلم كيف لشخص قاريء نهم ومتابع ممتاز قرأ وعلم كافة الأصناف التي تحدث عنها د.أحمد خالد في فانتازيا ، من أول (توم وجيري) حتى (سيبويه) أن يكون ساذجاً بهذا الشكل ..

ربما القراءة لم تكسبها خبرة الحياة .. لكني - على الأقل - لم أر (عبير) بهذا الثقل العقلي الذي يتفق مع ما قرأته في أي موقف من السلسلة ..



(عبير) الآن لم تفارق آلة الأحلام .. وعلى وشك بدأ رحلة جديدة ..



* * *



<< في - الواقع الافتراضي بالطبع -
عوالم - كناية عن ما خطه د.أحمد بيده -
المبدع - أو العبقري -
د - فهو طبيب بالفعل-
.أحمد خالد توفيق - لا توجد مداخلات أخرى للأسف -
.. (تيتيك .. تيك) >>



- << لماذا كل هذه المداخلات ؟>>



قالتها (عبير) وكأنها لا تعرف أسلوب د.أحمد خالد .. فأجابها المرشد وهو لم يتوقف عن إطلاق صوت ( التيك .. تيتيك ) بقلمه

- << لأن (تيك) .. هذه (تيتيك) .. طريقة (تيتيك .. تيك) .. د.أحمد .. (تيك) .. التي (تيتيك) (تيك) .. تميزه (تيتيك.. تيك .. تيتيك .. تيتيك) >>



هذا ما حدث فعلاً - مع اختلاف الأحداث - في رواية (ما وراء الطبيعة) من سلسلة فانتازيا ..

وهذه الرواية لمن لا يعرف هي محاولة ساخرة من (ما وراء الطبيعة) نفسها ..

في هذه الرواية سألته (عبير) عن المداخلات التي قالها المرشد دون مناسبة فقال لها فيما معناه أن هذه طريقة المؤلف الشهيرة .. وكأن (عبير) لا تعرف هذا وانتظرت المرشد كي يعلمنا ويعلمها - رغم أن المرشد من المفترض أن يتغذى على ما قرأته ، أي هو الطرف المستفيد وليست هي .. فهي من المفترض أنها استفادت أصلاً -



هذا الموقف ذكرني بمشهد في فيلم عربي لا أعرف اسمه كان يوجد فيه (عماد حمدي) - وهو الطبيب - و (ميرفت أمين) - وهي الممرضة - عندما كانا سائرين بالسيارة في شوارع القاهرة وهي مرتدية طاقم التمريض - ودعنا من فضلك من هذا الخطأ الفاضح - إلا ما أريد قوله عندما سألته (لماذا فصيلة دمها ستتوافق مع فصيلة دم ابنه عندما تتبرع له بكليتها أو بكبدها لا أتذكر) رغم إنها تعلم أن فصيلة دمها

..  وهو أخبرها بذلك“o”

والمفترض أن هذه الفصيلة تعطي لكافة الفصائل باستثنائات في حالة لو كانت الفصيلتين يختلفا في الـ rh (الموجب و السالب أقصد) إلا أن الممرضة - ولاحظ ممرضة - لا تعلم .. وسألت الطبيب هذا السؤال لكي يعرفنا نحن المشاهدين المساكين لماذا هذه الفصيلة تتوافق مع ابنه .. و كأنه لا توجد طريقة أخرى لإخبارنا دون هذه الطريقة المكشوفة ؟ ..

أذكر أن صديقي قام بتغيير المحطة فوراً بمجرد أن صادفه ذلك المشهد ..

*****



نرجع إلى (عبير)..



قطبت (عبير) جبينها وعقدت حاجبيها وهمت بقول شئ ينم عن ما تشعر به من استفزاز ..

إلا أن المرشد استوقفها في النهاية قائلاً لها في برود

-<< انتبهي (تيك .. تيتيك) .. أنت في (تيك) عوالم (تيتيك) د.أحمد (تيك) وليس (تيتيك) في عوالم (تيك) د.نبيل حيث (تيتيك) يعقدون (تيك) الحاجبين ويعقـ....>>



قاطعته في عصبية

-<< أرجوك .. تخل عن الـ (تيك .. تيتيك) >>

-<<حسناً سأحاول (تيتيك)التقليل منها (تيك) قدر الإمكان (تيتيك)>>



أطلقت زفيراً حاراً ثم قالت

-<< اوقف القطار >>

-<< لكننا (تيتك) .. مازلنا (تيك) .. لم (تيتيك تاك .. تريييييييك كراااش)...>>



ارتسمت على وجه (عبير) ابتسامة راحة وقالت

-<<لن أخفي عليك سعادتي .. فتهشم قلمك به أسعد وله قلبي يـ....>>



قطعت عبارتها اللوسيفرية فجأة عندما وجدت المرشد ممسكاً بنفس القلم وابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيه قائلاً في تشفي وقد زاد من (تكتكته)

-<<لا (تيتيك) تنسين (تيك) إننا (تيتيك) في (تيك) فانتازيا (تيتيك..تيك..تيتيك..تيك.. تيتيك..تيك..تيتيك..تيك.. تيتيك..تيك..تيتيك..تيييييييييييك)>>



حاولت (عبير) أن تتعايش مع الموقف وتصبر على هذه الدقائق فقالت

-<< حسناً أنا أعلم عوالم د.أحمد خالد فقد جبتها قبل ذلك بدل المرة مرتان >>

-<< أوعدك أن هذه المرة ستكون مختلفة >>

-<<وأين الـ(التيتيك تيك) ؟)

-<<لقد ارهقت المؤلف حقاً .. وفضل أن لا يضيع المزيد من الوقت في كتابة المزيد من (التيك تيتيكات) >>

-<<حسناً .. وماذا سأكون هذه المرة>>


-<<كيف ؟ لا أفهم>>

-<<ما أقصده ما الشخصية التي سأصبح عليها >>

-<<صدقاً لم أفهمك يا (عبير) أنت غريبة الأطوار هذه المرة>>



صعد الدم إلى رأسها - فنحن في عالم لا يوجد فيه من يغضب بل تتكفل دمائه بأن تصعد إلى رأسه - وصاحت

-<<هل تريد أن أجن ؟ .. أليس من المفترض أن أصبح شخصية ما .. صحفية كـ(في ما أمام الطبيعة) .. أو (ماجي) على سبيل المثال وإن كنت لا أظن إنك ستفعلها >>

-<< ما هذا الهراء ؟ - ولاحظي أن كلمة (هراء) تثقل بالكيلو في هذا العالم - من أنا كي أجعلك أو لا أجعلك في هذا العالم ؟ .. لا حول ولا قوة إلا بالله >>



ثم صار يضرب كفاً بكف وهو يبسمل ويحوقل .. رغم هذا لم تغضب (عبير) وشعرت أن - المرشد يمزح بطريقة صادمة فقالت - متصنعة المزاح

-<<(مرمر).. إذاً كيف سأجوب عوالم د.أحمد والأهم أين ....>>



قاطعها في ضيق

-<<من (مرمر) هذا ؟ .. أتظنين أنني أمزح ؟ .. أنا لا أعلم كيف ستجوبين العالم ولا أعلم أين ولا ماذا ولا سو....>>

قاطعته بدورها

-<< تقول ماذا ؟ >>

-<<ما سمعتيه .. أنا لا حول لي في هذه الرواية >>

-<<إذاً ماذا سأكون؟ >>

-<<إن أردتي رأيي فوجهي هذا السؤال إلى المؤلف >>

-<<ألست أنت المتحدث بلسان المؤلف>>



أطلق ضحة مريرة قائلاً

-<< (كان زماااااان و جبر) .. المؤلف لا يثق في وهو شكاك بطبعه ويكتفي فقط بإعطائي مساحة صغيرة للتحدث >>



ألقت (عبير) تعبيره السوقي خلفها وقالت

-<< لن أتحول .. وأنت لن ترافقني .. إذاَ ماذا سنصنع ؟ >>

-<< بودي قول شئ ما .. لكن المؤلف مصمم على أن ينهي هذا الفصل بهذا الشكل >>

-<<لا أصدق كيف سأجوب عوا.....>>

-<<الفصل سينتهي يا حمقاء كفاك ثرثرة>>

-<<غير معقول .. أيعقل بعد كل تلك السنوات كيـ...>>



"" نهاية الحلقة الأولى ""

ليست هناك تعليقات: