الخميس، 10 أكتوبر 2013

الحلقة الثانية :- لابد أن نستكمل البداية كي نعي النهاية


( فلسفة متكلفة أيضاً كضرورة عدم التوقف عن تقشير البرتقال لكي نأكل البرتقال)




و بالمناسبة هو عنوان ليس له أدنى علاقة بأحداث الفصل وهو بالمناسبة فصل سخيف .. ممل .. شنيع .. ملئ بالأخطاء اللغوية .. لا طائل منه .. لو كنت مكانك لهربت حالاً على أن يكون الفصل القادم أفضل




تنهدت (عبير) قائلة
-<< ليس غريباً هذا الأسلوب في جذب القارئ .. فقد اعتدت على هذا منذ نعومة أظافري .. لدرجة أن الفصل الذي لا يوجد به أية مقدمة أو عنوان من هذا النوع ظننت أنه مملاً بالفعل >>

-<< يا سبحان الله .. ومنذ متى أصبحتي تستنتجين كل شئ فجأة >>

-<< توقع أي شئ يا مرشدي في هذا العالم .. خاصة ً وقد آمنت بأنك لا ناقة لك ولا جمل في هذه الرواية .. بودي أن أسألك عن الخطوة التالية لكن الأمر ليس بيدك كما أعلم >>

بدت له (عبير) مستفزة لأبعد الحدود .. فقال لها وهو يبتسم زاهياً ليغيظها بدوره
-<< ليس كل شئ .. وإليكي - كان بوسع المؤلف أن يكتبها إليكِ لكنها إحدى الأخطاء اللغوية التي وعد بها - الدليل .. >>
 

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

<< مؤتمر السحرة العالمي .. في بورتو مارينا ... الموعد ..... الخ هذا الهراء >>


-<< هراء .. تباً لسحرة هذه الأيام إنهم غريبوا الأطوار للغاية .. هراء .. أو يبدو أنهم يمرون بأزمة ما .. هراء ..  أين سحرة أمس ؟ .. هراء .. وأساطير أمس ؟ وتعويذات أمس ؟ ليت الشباب يعود يوماً .. هراء .. هراء .. هراء .. هراء .. >>


أطلق سبتين ..
ثم ابتلع دفعة محترمة من خليط مكون من عدة أدوية لا يقل عددها عن عدد الأدوية الموجودة في صيديلية شارعك .. ثم سعل بشدة وشهق بصعوبة وبرزت عيناه بشكل مرعب .. وسعل ..

وسعل ..
وسعل ..
وسعل ..

ثم تذكر أنه مريض بالقلب فتوقف قلبه تماماً ..

فقام بأخذ قرصين من النيتروجليسرين تحت لسانه والذي مع ذوبانه أعاد قلبه  للحركة من جديد - كالعادة - ..

ثم قام من رقدته وأخذ يعد العدة المناسبة والتي تناسب صباحاً مميزاً ومختلفاً كهذا .. فهذا اليوم لم يصب فيه إلا بـ236466464156 جلطة و 3431335834431 أزمة قلبية و 343319 نوبة سكر و 3134186 أزمة كبدية و 87556 إنسداد للشريان التاجي  و 64983 حالة قرحة معدية متقدمة حتى الآن .. باختصار صحته هذا اليوم كالفولاذ أو أشد ..
وهي من الأيام القليلة التي يجود بها الزمان عليه لينعم فيها بمثل هذه الصحة الوافرة .. لذا فاليوم مميز يستحق أن يحتفل به ولا شك ..

دقت أو - صرخت إذا شئنا الدقة - ساعة الحائط ثلاث مرات ..

لا هي الثالثة فجراً وليست عصراً ..

أنتم تعلمون العجوز (رفعت إسماعيل) أفضل مني ..
وتعلمون أن ما من دعوة حضور تلقاها إلا وقد قبلها ..
تعلمون أيضاً أن عالم ما وراء الطبيعة مولع بالدعوات والحفلات والإجتماعات بشكل يجعلها أقرب لدار مناسبات مرعبة ..
وتعلمون كذلك أن هناك أكثر من 14505 دعوة حضور تلقاها في أكثر من سبعين رواية وجميعها كانت الذريعة المناسبة لتواجده في هذا المكان الذي تتواجد عليه الأحداث ..
أكثر من نصف هذه الدعاوى كانت في رومانيا والنصف الآخر مقسم بين أمريكا وأسكتلندا وعدة أماكن أخرى ..

لذا سيقبل هذه الدعوة بلا شك ..

ربما سيروق الأمر لأي بني آدم طبيعي لكنكم تعلمون أن (رفعت) يمقت الأماكن الخلابة إن كانت صاخبة ويفضل التواجد في سقر على أن يذهب إلى هذا البورتو الذي يثير لعاب الكثيرين مما لا يجرؤن على مجرد أن يحلموا فقط بالتواجد فيه - حتى ولو كانت الدعوة مجانية مثل دعوة صديقنا د.(رفعت) -

المشكلة هنا أن عجوزاً مثل (رفعت) لا ينبغي بأن يترك وحيداً في مثل حالته ويبقى قادراً على الحياة .. لذا لن نكون عمليين كالد.أحمد ونتركه وحيداً طوال الوقت ..


* * * * * * * * * * * * * * * * * *
 
<< حبيب قلبي أبو إسماعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل>>

قالها د.(لوسيفر) وهو (يعبط) د.(رفعت) في حضن محتقن المشاعر بشدة ثم أردف

<< طب ولا ليك عليا يمين .. و (ابراكساس) الحي يا راجل .. لسه جايبين في سيرتك .. اتفضل يا باشا .. اتفضل >>

دُهش د.(رفعت) من الود المبالغ فيه الذي لقاه من د.(لوسيفر) .. وتأكد أن في الأمر مكيدة بلا أدنى شك ...

<< كوبايتين لافا هنا يا ابني لأبراكساس وماتنساش شريطين النيتروجلسرين بتوع د.(رفعت) >>
ثم مال د.(لوسيفر) وأردف في خبث
<<مش نسيتهم ولا إيه يا د.(رفعت) >>

شعر د.(رفعت) أنه أمام د.(لوسيفر) حقيقي للغاية (لوسيفر لوسيفر جد مش هزار) .. وازدرد ريقه في صعوبة .. وانفعل في شدة .. فهو بالفعل نسى أدويته بالكامل .. ثم ازدادت درجة شهيقه وزفيره وقال
<< هاه هاه هاه هاه ههمممانت لللمممم ها ششششهاهئ>>

فقام د.(لوسيفر) على الفور بدس شريط بأكلمه تحت لسان د.(رفعت) .. و نحن نعلم بالطبع أن هذه الكمية كفيلة بانهاء حياة أي ديناصور يحترم قوانين الطبيعة لكن د.(رفعت) لا يموت كما نعلم حتى لو ألقي به في قلب بركان ثائر ..

هدأ (رفعت) من نوبته القلبية فسأله د.(لوسيفر)
<<كنت بتقول ايه>>

<<كنت أقول مازلت محتفظاً بقدراتك الخارقة >>

<<وأنت زي ما انت محتفظ بهوايتك الغريبة في النوبات القلبية .. نياهاهاهاهاها .. حلوة مش كدة نياهاهاهاها >>

ثم توقف د.(لوسيفر) عن الضحك فجأة عندما فطن أنه لا يوجد شخص يضحك غيره ..

فسأل الحاضرين
<<هتلعبوا ايه الليلة دي >>

فقال فلهوزن
<<نلعب طاولة ع المشاريب>>
و صرخ (فنكوش الفاشي مصاص الدماء المحتال)
<<يا غبي .. ايه اللي بتقوله ده .. مشاريب ايه اللي نلعب عليها طاولة .. احنا نلعب طاولة ع العشا >>

لم يصمد د.(رفعت) أمام هذا الكم من السخف .. فهذا هراء (بحق وحقيقي) لم يعتد عليه .. فأخذ يشهق بصعوبة تمهيداً لدخوله في نوبة قلبية أخرى .. فأفرغ د.(لوسيفر) الشريط الآخر ودسه تحت لسانه بأكلمه صارخاً
<< لااااااااااا .. ده أنت كده عاوزلك أجزخانة .. شوفلك حل بقى أنا اتخنقت >> ( يقصدني أنا أي المؤلف ...)

نهاية الحلقة الثانية

ليست هناك تعليقات: