7- على ضفاف النيتروجليسرين

أنت تعلم أن النيتروجليسرين يصنع المعجزات في هذه الأحداث ، لذا فهو جدير بأن نصنع فصلاً باسمه ..

ثلاثة هم ..
يفترشون الأرضية ..
يجلسون على شكل مربع منتقص ضلع ..
يمكنك القول أنهم يجلسون على هيئة مثلث كي تريح عقلك من عناء التخيل ..
تتوسطهم طاولة دائرية قصيرة القوائم ..
يمكنك تسميتها (طبلية) و هذا لسهولة التخيل أيضاً ..
على الطاولة أوراق تشبه أوراق اللعب .. أو (الكوتشينة) كما يطلق عليها ..
فعلاً كما توقعت أنت .. هي أوراق تاروت ..
لكن في الروايات يا صديقي نتحدث عن الطعام أكثر من التحدث عن تناوله ..

لنعد لموضوعنا ..

بجوار أوراق التاروت يوجد عدد 21245744219324939 شريط أقراص نيتروجليسرين ..توجد ثلاثة أكواب لن تتبين محتواها و بعض اللوح التي من المفترض أنها تزين الجدران لكنك لا تدري كنهها و لا كنه الجدران أيضاً بسبب الإضاءة الخافتة ..
يمكنك أن تقول أن الجو شبه معتم ..
اضف لمخيلتك أن الوقت ما زال ليلاً ..
ليل و إضاءة خافتة هذه أشياء من السهل استنتاجها فالمفترض انك تقرأ رواية رعب يا أخي ؟! ..
الجو معتدل بسبب التكييف الموجود بالغرفة .. تذكر أنت في فصل الصيف ..
بعد كل هذا الوصف هل ينقصك شيء آخر ؟ ..
حسناً ..
أعتقد أنه يمكنك الاندماج في الأحداث ..

* * * *

 " كابتن ؟ .. أكابتن ؟.. أكابتن ؟ "

تنهد (لوسيفر) و وجه إلى (علاء) نظرة نارية و أهمل ندائه تماماً و هو يقول في ضيق
" الآن سوف يقوم كـ.... "

قاطعه (علاء)
" استنى هقولك .. بس اسمع .. كابتن .. أكابتن .. أكااابتن ؟ "

أخذت نبرة النداء تتصاعد من (علاء) حتى أجابه في غيظ
" ماذا تريد ؟ "

" ألم تقل أنك لن تكرر أوراق التاروت ؟ "

تجاهله (لوسيفر) مرة أخرى و تابع حديثه
" الآن سوف يسحب كل واحد منـ .... "

قاطعه (علاء) كالعادة
" و قلت أيضاُ أنك تحترم كلمتك .. كما أنني أعلم عنك أنك دائم الابتكار و التنوع و تحافظ على القواعد التي تضعها ، بالتأكيد في جعبتك ما هو جديد فأنت مولع بالتميز كولعك باليوجا و تربية أسماك الزينة و لعب الباليه "

قطب (لوسيفر) حاجبيه في غضب قائلاً بصوته الببري المميز
" هناك عدة قواعد بسيطة يجب أن تعلمها أيها الفاني .. أول شيء أنا صاحب القول الفصل في كل ما يدور ، ثاني شيء أنا من يحدد القواعد هنا و ليس أي شخص كائن من كان "

ثم مال ناحية (رفعت) مربتاً على ركبته قائلاً في ود
" طبعاً الكلام ده مايخصكش يا دكترة "

ثم اكتست ملامح وجهه بالجدية سريعاً و استطرد مرة أخرى
" ثالث شيء لا تظن أنني سعيد بوجودك هنا و لو كان الأمر بيدي لوضعتك في قلب صندوق باندورا ذاته ، رابع شيء لا تحاول التحذلق علي فأنا أكره المتحذلقين ، خامس شيء لا تحاول مقاطعتي فأنا أمقت المقاطعين ، سادس شيء لا تحاول مجادلتي فأنا أبغض المجادلين ، سابع شيء اياك و محاولة استنتاج أي شيء فـ..... "

فقاطعه (علاء) ساخراً
" لأنك تتشائم من المستنتجين ؟ أليس كذلك ؟ .. لم يبق غير التشائم كمتنفس أخير لطاقتك السلبية .. "

فأجابه (لوسيفر) في غيظ و هو يضغط على كل حرف من كلماته
" لا .. لأن الوحيد الذي من حقه الاستنتاج و التحليل و التحذلق و أن تكون استنتاجاته صحيحة في النهاية هو د.(رفعت إسماعيل) فقط  .. " 

....يتبع